لا يعلم الكثير عن مكتبة القاهرة الكبرى فهي تعد ثاني أكبر مكتبة في القاهرة بعد دار الكتب؛ لكن قد تكون تحفة معمارية لا يعلم عنها البعض.
ليس بالطبع يتطلب أمر زيارتك للمكتبة أن تكون عاشقًا للكتب وعاشقُا للقراءة، ولكنك ستندم في حالة تفويت فرصة زيارة مكتبة القاهرة الكبرى والعودة إلى الماضي بتفاصيله التي تخطفك إلى عالم أخر.
قد يظن البعض عندما نذكر اسم مكتبة، أنه سيذهب في جولة روتينية مملة، أو جولة لن يوجد فيها سوى تلك الكتب في رفوف متشابهة مثل مكاتب الجامعات وغيرها، حيث ستأخذ غرضك وتنتهي من القراءة وتذهب على الفور.
مكتبة القاهرة الكبرى
لكن في حقيقة الأمر مكتبة القاهرة الكبرى ستكون قادرة على منحك جولة تاريخية جميلة ورائعة تخطفك بعيدًا إلى الماضي.
فبمجرد دخولك إلى مكتبة القاهرة الكبرى؛ قد تشعر أنك دخلت إلى آلة زمنية تصطحبك في جولة مميزة وفريدة من نوعها؛ فهي عبارة عن قصر فخم تم تحويله إلى مكتبة، لذلك مازالت محتفظة بتفاصيل القصر الفخمة.
لعلى أجمل ما في المكتبة هو قصتها؛ فالمكتبة هي من أهم قصور القاهرة الخديوية؛ والذي يعود إلى الأميرة سميحة؛ ابنة السلطان حسين كامل، وحفيدة الخديو اسماعيل، ويقع على ضفاف النيل في حي الزمالك.
يعود بناء القصر إلى عام 1902، وكان يعود من الأساس إلى تاجر غلال يهودي يدعى القطاوي باشا، فلم يكن من البداية قصرًا لها؛ فهي دفعت 300 جنيه مصري، لشراء القصر.
وحولت الأميرة القصر الكبير إلى صالون ثقافي لإقامة الندوات والأمسيات الفنية والحفلات الغنائية، وعاشت طوال عمرها في القصر؛ حيث كانت شغوفة بالثقافة والفنون.
وقبل وفاتها في عام 1984 تركت وصية بتخصيص القصر لخدمة الثقافة، وبالفعل تم تجديد القصر في عام 1992، وتحول بعدها لمكتبة القاهرة الكبرى في يناير 1995.
علاوة على ذلك تم تسجيل قصر الأميرة سميحة في عام 2011 كأثر إسلامي؛ حيث يتمتع بتفاصيل معمارية فريدة من نوعها.
اقرأ أيضا.. شتي في مصر 2021 .. 5 أسباب تدفعك لزيارة معبد فيلة في الشتاء
طراز قصر الأميرة سميحة
وبني القصر على نمط الطراز المعماري الإسلامي المملوكي، ويمتزج فيه فنون عصر النهضة الأوروبي، ونماذج لطرز العمارة الرومانية الإغريقية كذلك.
كذلك يحتضن القصر برج فخم يشبه الأبراج الحربية، من أربعة وجهات، على مساحة 3475 مترا مربعاً.
ويضم القصر 5 طوابق، 3 منها علوية، بالإضافة إلى طابق سفلي، وآخر بدروم، الطابق الأول العلوي يضم بهوا كبيرا وصالة رئيسية مزخرفة بأشكال أوراق نباتية، وأطباق نجمية، بها سلم يؤدي إلى الأدوار العليا، وتحوي مجموعة من الغرف والقاعات المتأثرة بالطراز الأوروبي.
اقرأ أيضا.. التذكرة بـ 5 جنيه.. 6 أسباب تدفعك لزيارة قصر الأمير محمد علي في المنيل
ويمتزج الحاضر بالماضي في المكتبة العريقة ، فعلى الرغم من عبق الماضي بداخلها، يوجد أيضا خدمات فنية وعلمية وتكنولوجية.
كذلك يوجد قاعات للصوتيات والمرئيات بها أجهزة تسجيل صوتي وأجهزة عرض للأفلام التسجيلية، إضافة إلى قاعات للندوات والمؤتمرات، وقاعة للفنون، والخرائط، ومعمل حاسب آلي وتدريب اللغات.
تحوي المكتبة كذلك نحو 120 ألف كتاب ومجلد من إصدارات وزارة الثقافة، سواء الهيئة العامة للكتاب، أو الهيئة العامة لقصور الثقافة، أو مكتبة الأسرة وغيرها.
وعن سعر تذكرة مكتبة القاهرة الكبرى فهي لا تتعدى الـ 5 جنيهات.
كتب: سلسبيل سعيد
