كذبة أبريل..الفخ السنوي المعتاد
على الرغم من تكرار إطلاقها منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، في مطلع شهر أبريل من كل عام، إلا أن الكثيرون لايزالون يقعون في الفخ، ويصدقون آلاف القصص الوهمية والشائعات الدرامية التي تجوب العديد من البلدان تحت مسمى “كذبة أبريل” في هذا الشهر المألوف.
إن الجانب المثير للدهشة حقًا فيما يتعلق بكذبة أبريل، هو نجاح تلك المزحة التي يعلم الجميع موعدها، في أن تستجمع عددا وفيرا من الضحايا في كل عام.
تاريخ الكذبة
لا يوجد ثمة واقعة محددة ترجع إليها كذبة أبريل؛ فهناك العديد من الروايات حول ماهية تلك المناسبة:
يعتقد البعض أن هذه المناسبة ترتبط بما حدث عندما غير “غريغوري الثالث” موعد بداية العام الميلادي؛ ليكون الأول من شهر يناير، وذلك في نهاية القرن السادس عشر، ليتم اعتماد هذا التاريخ في فرنسا كبداية للعام الميلادي الجديد، إلا أن البعض استمروا في عاداتهم القديمة التي كانت تتضمن الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة في 25 مارس وحتى الأول من شهر أبريل؛ ما دفع الفريق الأول للسخرية من الفريق الثاني الذين لايزالون يحتفلون برأس السنة في مطلع شهر أبريل.
وفي رواية أخرى، يرى البعض أن أصل الكذبة تعود إلى أيام سيدنا نوح -عليه السلام-، حينما أرسل الحمامة لكي تخبره بمكان آمن ترسو فيه السفينة، ثم حدث الطوفان؛ فعادت الحمامة قائلة إن الطوفان خلفها، وهو ما سخرت منه بقية الحيوانات، وصادف ذلك اليوم الأول من شهر أبريل.
أشهر الأكاذيب
رسم أحد الفنانين المشهورين -ذات مرة- على الأرضية الخشبية لأحد المتاحف في رومانيا، صورا مجسمة لسجائر مشتعلة، ثم جلس يراقب الزائرين وهم يهرعون لإلتقاط السجائر قبل اشتعال النيران.
وفي إنجلترا، في أحد الأعوام، استقبل سكان لندن من البريد بطاقات مزيفة تدعوهم لمشاهدة الحفل السنوي المجاني لغسل الأسود في برج لندن، وسارع الكثيرون إلى برج لندن لمشاهدة مراسم الاحتفال المزعومة.
الجانب السئ
لسوء الحظ، إذا تعرضت لموقف حقيقي وخطير في اليوم الأول من شهر أبريل؛ فعليك بذل جهودا مضنية لإقناع من حولك بالأمر، خاصة إذا ما كنت محاطا بأناس ممن يرفضون أن يدرجوا ضمن قائمة الضحايا في هذا اليوم.
وبالفعل هناك بعض المآسي الناجمة عن كذبة أبريل، ومنها قصة حقيقية حول اشتعال النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن، بعد أن خرجت من شرفتها مستنجدة بمن حولها في صباح الأول من شهر أبريل، إلا أن أحدًا لم يستجب!
